المعماري حسن فتحي – تصحيح المفاهيم

رغم وفاة المعماري حسن فتحي في 30 نوفمبر عام 1989 الا ان فكره وتجربته تثير جدل وقلق حتى الان وهناك خلط لبعض المفاهيم لدى الكثيرين من المتخصصين وغير المتخصصين.

يعتقد البعض انه معماري الطين ويدعو لعمارة ذات طراز نوبي وضد العلم والتقدم وتلاميذه مجرد دراويش وهو امر غير صحيح ونظرة سطحية للغاية يجب تصحيحها.

الكفاح

الذين يحترمون المعماري حسن فتحي لا يقدسونه وليسوا دراويشه ولكنه يمثل معماري بدرجة فارس مبدع فقد كافح طوال حياته لاثبات صحة فكره.

حسن فتحي يمثل النموذج المثالي لتطور المعماري فمن شاهد فيلا عبد الحليم بك البيلي بمدينة بيلا محافظة كفر الشيخ يجده معماري ذو مستوى متواضع فالفيلا علي النمط الحديث وتم استخدام الطوب اللبن لبناء الجدران والاسقف من الخشب, لكن نجده معماري ذو تجربة فريدة في قرية القرنة الجديدة , ثم محترف ومبدع فذ في قرية باريس وقرية دار السلام.

الملاءمة

حسن فتحي لم يكن معماري الطين فقد استخدم الحجر والطوب والخشب وهناك ايضا مشروع مسجد ومركز مؤتمرات في الخرطوم بالسودان كان من المقرر بنائه بالخرسانة المسلحة لكنه لم ينفذ , فكر حسن فتحي كان استخدام المواد المتوفرة محليا والملاءمة من الناحية الانشائية والاقتصادية والبيئية.

الانسانية

حسن فتحي لم يكن معماري الفقراء ولم يسمي كتابه بعمارة الفقراء فالاسم الاصلي قصة قريتين لكن الاعلام اطلق مصطلح عمارة الفقراء علي اعماله لان تكلفتها قليلة واعتقد انه تعامل مع الامر لنشر فكره بشكل اكبر , حسن فتحي كانت عمارته من اجل الناس جميعاً اغنياء وفقراء.

المحلية

حسن فتحي لم يكن معماري القبة والقبو رغم براعته الشديدة في استخدامهم , لكن يتضح لنا فكره الحقيقي من مشاريعه قصر الفا بيانكا , منزل نصيف واسكان الدرعية فقد اعتمد علي العمارة المحلية وثقافة المجتمع الذي يبني له فعندما اراد البناء في اسبانيا استمد تصميمه مع العمارة المحلية للاندلس والمغرب وعندما اراد البناء في المملكة العربية السعودية استمد تصميمه من العمارة المحلية لنجد.

المهنية

حسن فتحي كان معماري ملتزم باصول المهنة فاحترم ثقافة المجتمع واستفاد من الخبرات المحلية في البناء , اختار مواد بناء متوفرة محليا وملائمة انشائيا واقتصاديا وبيئيا , احترم المناخ وخلق فراغات مريحة للانسان , احترم البيئة فاستخدم طرق واساليب توفر الطاقة وتحد من التلوث. فهو معماري نموذجي يجب ان نقتدي به فكريا ومهنيا.

لذلك للمعماري حسن فتحي مكانة عالمية واطلق عليه الغرب راهب العمارة وفكره يمثل لنا نقطة انطلاق مثالية لاصلاح وتطوير العمارة والعمران بمصر.

بقلم م. يحيى محمد الزيني
معماري وناقد مهني