قناطر اسيوط بين التدمير والبناء

افتتاح مشروع قناطر اسيوط الجديدة وتصوير الامر للعامة انه انجاز تاريخي يجعل من واجبنا نقد المشروع من الناحية المهنية وطرح تساؤل هام، هل المشروع تم بالشكل الامثل؟! ليكون علامة حضارية في مصر ام انه مشروع لم يدرس جيدا وله اثار سلبية.

تصوير جوي لقناطر اسيوط الجديدة ويمكن ملاحظة تقليل عرض النهر والتأثير على جزيرة بني مر وكذلك تدمير القناطر القديمة.

تاريخ قناطر اسيوط

قناطر اسيوط من المنشات المائية الاثرية العالمية الهامة وتعتبر علامة حضارية في التاريخ المصري الحديث، تم تشييد القناطر من عام 1898 الى عام 1903 والقناطر من تصميم مهندس السدود الانجليزي Sir. William Willcocks وتنفيذ المقاول الانجليزي John Aird & Co وبلغت التكلفة الاجمالية للقناطر 870 الف جنية استرليني.

القناطر طولها 844 متر وتمتد على ضفتي النيل ليبلغ طولها الاجمالس 1200 متر وتتكون من 111 عين بالاضافة لهويس على الجهة الغربية بطول 80 متر وعرض 16.1 متر يسمح بمرور اكبر سفن السياحية والشحن.

التحفظات المتعلقة بمشروع القناطر الجديدة.

1. مشروع القناطر الجديدة لم يحترم القواعد السليمة في الحفاظ على القناطر القديمة كاثر وشاهد تاريخي.

2. اختيار موقع القناطر الجديدة على بعد اقل من 200 متر فقط من القناطر الاثرية.

3. اضافة ممرات عبور للسفن في الجهة الشرقية رغم وجود ممر عبور السفن في القناطر الاثرية على الجهة الغربية.

4. تخطيط الطريق اعلى القناطر الجديدة بشكل منحرف يقلل السيولة ولا يضيف محاور مرورية جديدة.

5. ردم مساحة كبيرة من نهر النيل وتقليل عرض النهر بسد ترابي.

6. هدم 20 عين بالقناطر الاثرية بدون اسباب قهرية وعدم نقل وتفكيك الاثر باحترام.

7. غرق اجزاء من جزيرة بني مر وتبوير نصف مساحتها تقريبا.

8. لا يوجد معماري او مخطط عمراني مسئول عن المشروع.

البدائل المقترحة في الوضع الحالي.

1. استخدام القناطر الاثرية يكون للمشاة والدراجات فقط.

2. اقامة جسر جديد ملائم مع القناطر الاثرية بديلا عن العيون التي هدمت مع استخدام مواد والوان مختلفة.

3. استخدام احجار الجزء الذي هدم في بناء نصب تذكاري يدون عليه تاريخ قتاطر اسيوط تفصيلا وما تم من هدم وبناء.

مشروع قناطر اسيوط الجديدة كان اهتمام القائمين عليه توليد الكهرباء وتنظيم مياه النهر فقط, لكن لم يهتم احد بالانسان ولا بالنهر ذاته ولا بالمدينة وهويتها, مجرد بناء قام به بعض المتخصصين في الري والانشاء بدون رؤية او فكر.

بقلم م. يحيى محمد الزيني
معماري وناقد مهني