اعلنت مؤسسة تميز للعمارة عن فوز فريق مصري مكون من خمس معماريين في مسابقة تصميم جسر للمشاة في القاهرة الخاصة بجائزة رفعة الجادرجي لعام 2020، والتي اطلقت لاول مرة عام 2012 على نطاق محلي في دولة العراق، ثم اصبحت مسابقة افكار دولية منذ عام 2017، واختير اسم الجائزة تكريماً للمعماري العراقي الراحل د. رفعة الجادرجي.
كان موضوع المسابقة المعمارية المختار لهذا العام هو انشاء جسر للمشاة اعلى نهر النيل في مدينة القاهرة، وهدف المسابقة كان الحصول على تصميم يربط ميدان التحرير (الضفة الشرقية) بمنطقة الجزيرة والزمالك (الضفة الغربية) في القاهرة.
الفريق الفائز
الجائزة الاولى بمسابقة رفعة الجادرجي لسنة 2020 بالاضافة لجائزة اختيار المجتمع المعماري حصل عليهما فريق مصري مكون من خمسة معماريين هم:
- معماري/ علي خالد عليوه.
- معماري/ مصطفى أحمد زكريا.
- معماري/ شريف خالد عبد الخالق.
- معمارية/ هدى عصام عبد المولى.
- معمارية/ ابتسام الجيزاوي.
الفكرة التصميمية
إن الهدف الرئيسي للمشروع هو تعظيم المسطحات المخصصة للمشاة على نهر النيل، من خلال ربط النسيج العمراني لضفتي النيل. ونتج الشكل النهائي لجسر المشاة كمحصلة لمسارين رئيسيين:
أولا: مسار خطي رئيسي يصل بين المتحف المصري و برج القاهرة بشكل مباشر، مرورا بشجرة الزمالك التاريخية، بدون أي عوائق بصرية.
ثانيا: مسار يحتضن ضفتي النيل، الضفة الشرقية حيث الأرض التي كانت تضم الحزب الوطني الديموقراطي السابق بالقرب من ميدان التحرير، والضفة الغربية التي تقع في حديقة المسلة التابعة لحي الزمالك. تم تصميم هذا المسار بحيث يكون محببا للمارة، ملئ بعناصر الجذب الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.
تم دمج كلا المسارين لتشكيل حديقة حضرية كبرى تمتد أعلى النيل لتصل وتربط جانبيه. تلك الحديقة تخفي أسفلها طابقين أعلى النيل يحتويان على أنشطة وفراغات ثقافية، ترفيهية، اجتماعية، بالاضافة إلى المحلات التجارية والمطاعم التي تطل مباشرة على النيل، كما تم مراعاة الارتفاع بحيث يسمح بمرور الملاحة النهرية.
إن الأعمدة قد صممت بحيث تسمح بالاتصال البصري بين الفراغات الداخلية بطوابق الجسر و بين النيل والمعالم المعمارية المحيطة، كما أنها تتيح القدر الكافي من التهوية والإضاءة الطبيعية. أما بالنسبة للحديقة العلوية أعلى الجسر، فقد تم استخدام أشجار الأكاسيا لتوفير المساحات المظللة، كما أن الأرضيات الخارجية تسمح بنمو العشب والمسارات تم تصميمها وفقا لتدفق حركة المشاة في الموقع. وبذلك يتحول المشروع إلى متنفس لمدينة القاهرة.
من أجل تحقيق أهداف المشروع، من المقترح تحويل مئتي متر طولي من طريق كورنيش النيل إلى نفق سفلي، بالإضافة تعديل مخرج كوبري اكتوبر الواقع بين المتحف المصري وكورنيش النيل، وذلك بغرض إقامة حديقة متدرجة متصلة كليا بنهر النيل، تسمى بصرح النيل العظيم، هذه الحديقة من المفترض أن تقع في الأرض الخاصة بالحزب الوطني الديموقراطي سابقا، و تعتبر الحديقة نواة لفراغ عام يصلح للاحتفالات الكبرى المطلة كليا على النيل، كما أنها تعتبر الامتداد الطبيعي لحديقة المتحف المصري.
فكرة المشروع تعد نواة لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة، كما أنها تعظم من أهمية حركة المشاة ويوفر مسطحات مطلة على النيل تخدم الإنسان، بجانب تحقيقها للعائد المادي والاجتماعي.
يستهدف المشروع أن يساهم في إعادة إحياء المتحف المصري بميدان التحرير، حيث يوفر المقترح مسار مباشر بين المتحف المصري والنيل، كما يعيد إيجاد العلاقة التاريخية المفقودة بين المتحف المصري والنيل.
يعتبر ذلك المشروع نموذج يوضح أهمية تطبيق نظام المسابقات المعمارية في مصر، لتكون الجودة هي المقياس والمنافسة المهنية الشريفة هي أساس الاختيار وليس الأتعاب المهنية الاقل او علاقات ومكانة المكتب الاستشاري بالإضافة للدعاية المجانية التي تقدمها المسابقات لأي مشروع.